وقد رددنا عليه ذلك وفي ما رجح تهيئة العامل للعمل وقطعه عن العمل وهو مما يضعف، والمعنى أنهم لمعرفتهم أنه ليس معه إلا الحق المرّ والعدل البحت يزورون عن المحاكمة إليك إذا ركبهم الحق لئلا تنزعه منهم بقضائك عليهم لخصومهم، وإن ثبت لهم الحق على خصم أسرع إليك كلهم ولم يرضوا إلا بحكومتك.
﴿ أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون ﴾ ﴿ أم ﴾ هنا منقطعة والتقدير : بل ارتابوا بل أيخافون وهو استفهام توقيف وتوبيخ، ليقروا بأحد هذه الوجوه التي عليهم في الإقرار بها ما عليهم، وهذا التوقيف يستعمل في الأمور الظاهرة مما يوبخ به ويذم، أو مما يمدح به وهو بليغ جداً فمن المبالغة في الذم.
قول الشاعر :
ألست من القوم الذين تعاهدوا...
على اللؤم والفحشاء في سالف الدهر
ومن المبالغة في المدح.
قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا...
وأندى العالمين بطون راح
وقسم تعالى جهات صدودهم عن حكومته فقال ﴿ أفي قلوبهم مرض ﴾ أي نفاق وعدم إخلاص ﴿ أم ارتابوا ﴾ أي عرضت لهم الريبة والشك في نبوته بعد أن كانوا مخلصين ﴿ أم يخافون ﴾ أي يعرض لهم الخوف من الحيف في الحكومة، فيكون ذلك ظلماً لهم.
ثم استدرك ببل أنهم ﴿ هم الظالمون ﴾. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon