﴿ يخافون يَوْماً ﴾ أي يوم القيامة و ﴿ يخافون ﴾ حال من الضمير في ﴿ تلهيهم ﴾ أو صفة أخرى ل ﴿ رجال ﴾ ﴿ تَتَقَلَّبُ فِيهِ القلوب ﴾ ببلوغها إلى الحناجر ﴿ والأبصار ﴾ بالشخوص والزرقة أو تتقلب القلوب إلى الإيمان بعد الكفران والأبصار إلى العيان بعد إنكاره للطغيان كقوله ﴿ فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ ﴾ [ ق : ٢٢ ]
﴿ لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ ﴾ أي يسبحون ويخافون ليجزيهم الله أحسن جزاء أعمالهم أي ليجزيهم ثوابهم مضاعفاً ويزيدهم على الثواب الموعود على العمل تفضلاً ﴿ والله يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ أي يثيب من يشاء ثواباً لا يدخل في حساب الخلق.
هذه صفات المهتدين بنور الله فأما الذين ضلوا عنه فالمذكورون في قوله ﴿ والذين كَفَرُواْ أعمالهم كَسَرَابٍ ﴾ هو ما يرى في الفلاة من ضوء الشمس وقت الظهر يسرب على وجه الأرض كأنه ماء يجري ﴿ بِقِيعَةٍ ﴾ بقاع أو جمع قاع وهو المنبسط المستوي من الأرض كجيرة في جار ﴿ يَحْسَبُهُ الظمان ﴾ يظنه العطشان ﴿ مَاءً حتى إِذَا جَاءهُ ﴾ أي جاء إلى ما توهم أنه ماء ﴿ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ﴾ كما ظنه ﴿ وَوَجَدَ الله ﴾ أي جزاء الله كقوله ﴿ يجد الله غفوراً رحيماً ﴾ [ النساء : ١١٠ ] أي يجد مغفرته ورحمته ﴿ عِندَهُ ﴾ عند الكافر ﴿ فوفاه حِسَابَهُ ﴾ أي أعطاه جزاء عمله وافياً كاملاً.