وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المؤمنين إِذَا دعوا إِلَى الله وَرَسُولِهِ ﴾
أي إلى كتاب الله وحكم رسوله.
﴿ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ قال ابن عباس : أخبر بطاعة المهاجرين والأنصار، وإن كان ذلك فيما يكرهون ؛ أي هذا قولهم، وهؤلاء لو كانوا مؤمنين لكانوا يقولون سمعنا وأطعنا.
فالقول نصب على خبر كان.
واسمها في قوله :"أن يقولوا" نحو ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغفر لَنَا ذُنُوبَنَا ﴾ [ آل عمران : ١٤٧ ].
وقيل : إنما قولُ المؤمنين، وكان صلة في الكلام ؛ كقوله تعالى :﴿ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي المهد صَبِيّاً ﴾ [ مريم : ٢٩ ].
وقرأ ابن القَعْقَاع "لِيُحْكَمَ بينهم" غير مسمّى الفاعل.
عليّ بن أبي طالب "إنما كان قول" بالرفع.
قوله تعالى :﴿ وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ ﴾ فيما أمر به وحكم.
﴿ وَيَخْشَ الله وَيَتَّقْهِ ﴾ قرأ حفص "وَيَتَّقْه" بإسكان القاف على نية الجزم ؛ قال الشاعر :
ومن يَتَّقْ فإنّ الله معه...
ورِزْقُ الله مُؤْتابٌ وغادِي
وكسرها الباقون، لأن جزمه بحذف آخره، وأسكن الهاء أبو عمرو وأبو بكر.
واختلس الكسرة يعقوب وقالُون عن نافع والبُسْتِيّ عن أبي عمرو وحفص.
وأشبع كسرة الهاء الباقون.
﴿ فأولئك هُمُ الفآئزون ﴾ ذَكر أسلم أن عمر رضي الله عنه بينما هو قائم في مسجد النبيّ ﷺ وإذا رجل من دهاقين الروم قائم على رأسه وهو يقول : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
فقال له عمر : ما شأنك؟ قال : أسلمت لله.
قال : هل لهذا سبب! قال : نعم! إني قرأت التوراة والزّبور والإنجيل وكثيراً من كتب الأنبياء، فسمعت أسيراً يقرأ آية من القرآن جمع فيها كل ما في الكتب المتقدمة، فعلمت أنه من عند الله فأسلمت.