﴿ آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ﴾ [ النور : ٤٧ ] فتدبر فإنه لا يخلو عن دغدغة، والظاهر أن المراد منه فيما سبق فكأنهم أرادوا سمعنا كلامكم وأطعنا أمركم بالذهاب إلى رسول الله ﷺ ليحكم بينكم وبيننا، وقيل المعنى قبلنا قولكم وانقدنا له وأجبنا إلى حكم الله تعالى ورسوله ﷺ، وعن ابن عباس.
ومقاتل أن المعنى سمعنا قول النبي ﷺ وأطعنا أمره، وقيل المراد من الطاعة الثبوت أو الإخلاص لتغالير ما مر وهو كما ترى.
وقرأ الجحدري.
وخالد بن إلياس ﴿ لِيَحْكُمَ ﴾ بالبناء للمفعول مجاوباً لدعوا، وكذلك قرأ أبو جعفر هنا وفيما مر ونائب الفاعل ضمير المصدر أي ليحكم هو أي الحكم، والمعنى ليفعل الحكم كما في قوله تعالى :﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ.
[ سبأ : ٥٤ ] ﴿ وَأُوْلئِكَ ﴾ إشارة إلى المؤمنين باعتبار صدور القول المذكور عنهم، ومافيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم وبعد منزلتهم في الفضل أي وأولئك المنعوتون بما ذكر من النعت الجليل ﴿ هُمُ المفلحون ﴾ أي هم الفائزون بكل مطلوب والناجون عن كل محذور.
﴿ وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ ﴾ استئناف جيء به لتقرير مضمون ما قبله من حسن حال المؤمنين وترغيب من عداهم في الانتظام في سلكهم أي ومن يطع الله تعالى ورسوله ﷺ كائناً من كان فيما أمر به من الأحكام اللازمة والمتعدية، وعن ابن عباس أنه قال : ومن يطع الله ورسوله في الفرائض والسنن وهو يحتمل اللف والنشر وعلى ذلك جرى في البحر ﴿ وَيَخْشَ الله ﴾ على ما مضى من ذنوبه ﴿ وَيَتَّقْهِ ﴾ فيما يستقبل ﴿ فَأُوْلَئِكَ ﴾ الموصوفون بما ذكر من الطاعة والخشية والاتقاء ﴿ هُمُ الفائزون ﴾ بالنعيم المقيم لا من عدهم.
وقرأ أبو جعفر.
وقالون عن نافع.
ويعقوب ﴿ وَيَتَّقْهِ ﴾ بكسر القاف وكسر الهاء من غير إشباع.
وقرأ أبو عمرو.
وحمزة في رواية العجلي.
وخلاد.
وأبو بكر في رواية حماد.


الصفحة التالية
Icon