﴿ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ ﴾ أي بعضكم طائفٌ على بعضٍ طوافاً كثيراً أو بعضُكم يطوفُ على بعضٍ ﴿ كذلك ﴾ إشارةٌ إلى مصدرِ الفعلِ الذي بعدَه، وما فيه من معنى البُعد لما مرَّ مراراً من تفخيم شأنِ المشار إليهِ حسّاً أي مثلَ ذلك التَّبيين ﴿ يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات ﴾ الدَّالة على الأحكامِ أي ينزلها بينةً واضحة الدلالاتِ عليها لا أنَّه تعالى يبينها بعد أنْ لم تكن كذلك والكافُ مقحمةٌ وقد مرَّ تفصيلُه في قوله تعالى :﴿ وكذلك جعلناكم أُمَّةً وَسَطًا ﴾ ولكم متعلِّق بيبين وتقديمُه على المفعول الصَّريحِ لما مرَّ مراراً من الاهتمام بالمقدَّم والتَّشويقِ إلى المؤخَّر وقيل : يبين عللَ الأحكامِ وليس بواضحٍ مع أنَّه مؤدٍ إلى تخصيص الآياتِ مما ذُكر هاهنا ﴿ والله عَلِيمٌ ﴾ مبالغٌ في العلمِ بجميع المعلوماتِ فيعلم أحوالَكم ﴿ حَكِيمٌ ﴾ في جميع أفاعيلِه فيشرع لكُم ما فيه صلاحُ أمرِكم معاشاً ومعاداً. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon