قال القفال : وإن كان في البيت أهل الذمة فليقل السلام على من اتبع الهدى وقوله ﴿تَحِيَّةً﴾ نصب على المصدر، كأنه قال : فحيوا تحية من عند الله، أي مما أمركم الله به.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : من قال السلام عليكم معناه اسم الله عليكم وقوله :﴿مباركة طَيّبَةً﴾ قال الضحاك : معنى البركة فيه تضعيف الثواب وقال الزجاج : أعلم الله سبحانه أن السلام مبارك ثابت لما فيه من الأجر والثواب وأنه إذا أطاع الله فيه أكثر خيره وأجزل أجره ﴿كذلك يُبيّنُ الله لَكُمُ الآيات﴾ أي يفصل الله شرائعه لكم ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ لتفهموا عن الله أمره ونهيه، وروى حميد عن أنس قال :"خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين فما قال لي في شيء فعلته لم فعلته ولا قال لي في شيء تركته لم تركته، وكنت واقفاً على رأس النبي ﷺ أصب الماء على يديه فرفع رأسه إلي وقال :" ألا أعلمك ثلاث خصال تنتفع بهن ؟ " قلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله بلى، فقال " من لقيت من أمتي فسلم عليهم يطل عمرك، وإذا دخلت بيتاً فسلم عليهم يكثر خير بيتك، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة ( الأبرار ) الأوابين ". أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٤ صـ ٣١ ـ ٣٤﴾


الصفحة التالية
Icon