وَرَسُولِهِ } فقَضَى بأنَّ المستأذنينَ هم المؤمنون بالله ورسولِه كما حكم في الأول بأنَّ الكاملينَ في الإيمان هم الجامعونَ بين الإيمانِ بهما وبين الاستئذانِ وفي أولئك من تفخيم شأنِ المستأذنينَ ما لا يخفى ﴿ فَإِذَا استئذنوك ﴾ بيانٌ لما هو وظيفتُه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في هذا البابِ إثرَ بيانِ ما هو وظيفةُ المؤمنينَ وأن الإذن عند الاستئذانِ ليس بأمرٍ محتومٍ بل هو مفوَّض إلى رأيِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ. والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها أي بعد ما تحقَّق أنَّ الكاملين في الإيمان هم المستأذنُون فإذا استأذنوك ﴿ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ ﴾ أي لبعضِ أمرِهم المهم وخَطبهم المُلِّمِ ﴿ فَأْذَن لّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ ﴾ لما علمتَ في ذلك من حكمةٍ ومصلحةٍ ﴿ واستغفر لَهُمُ الله ﴾ فإنَّ الاستئذانَ وإنْ كان لعذرٍ قويَ لا يخلُو عن شائبةِ تقديمِ أمرِ الدُّنيا على أمرِ الآخرةِ ﴿ أَنَّ الله غَفُورٌ ﴾ مبالغ في مغفرةِ فرطاتِ العبادِ ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ مبالغ في إفاضةِ آثار الرَّحمةِ عليهم. والجملةُ تعليلٌ للمغفرة الموعودةِ في ضمن الأمرِ بالاستغفار لهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon