قالوا إن هذه الآية نزلت في أبي جهل خاصة مع ان هذا الحديث يفيد أنها في إبليس وأتباعه ولا يخفى أن الآية عامة فدخل فيها إبليس وأبو جهل وأتباعهما وغيرهم ممن قدر عليه ان يعذب فيها فلا تختص فيمن نزلت فيهم إذ لم يوجد ما يقيدها أو يخصصها في أبي جهل أو إبليس أو غيرهما ويعلم أن جل الأقوال الواردة في أسباب النزول منشأوها موافقة الآية، لمن جعلوها نازلة فيه أو تلاوتها عند ما يناسبها، وان مطلق التلاوة لمطلق سبب مناسب للآية لا يكون سبب النزول كما ان الموافقة لا تكون مدارا للتخصيص، وإنما المخصص هو منزل الآيات، فما وجدنا فيها صريحا في ذلك أو صريحا من قول المنزل عليه صرفناه إليه، وإلا لا لأن غالب كلام اللّه عام والماضي منه قليل، وذلك لأن القرآن العظيم لم يخص اللّه


الصفحة التالية
Icon