و الأعراض عن إجابة الدعوة ومقول القول "إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ" الذي أنزلته لخيرهم وصلاحهم وأمرتني أن آمرهم به وأنهاهم لمنفعتهم "مَهْجُوراً" ٣٠ متروكا لا يلتفتون إليه ولا يؤمنون بهديه ولا ينظرون لرشده.
ومعنى الهجر القول السيء، وذلك أنهم وصموه بالسحر والشعر والكهانة وخرافات الأولين، فجعلوه بمثابة الهجر، وفي هذه الآية تخويف لقريش لأن الأنبياء إذا شكوا أقوامهم إلى ربهم أو شك أن يحلّ بهم عذابه ويكدون أن لا يمهلوا
قال تعالى "وَكَذلِكَ" كما جعلنا لك يا محمد أعداء من قومك "جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ" أمثالهم، وهذا كالتسلية له صلى اللّه عليه وسلم لئلا يكبر عليه ما جبهه به قومه وليصبر عليهم كما صبر أولئك الرسل على أقوامهم حتى يأتي وعد اللّه فيهم "وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً" لعباده إلى ما خلقوا له "وَنَصِيراً" ٣١ لك عليهم.


الصفحة التالية
Icon