وفي بعض الروايات عن ابن عباس أنه يراد به أبو جهل ٣١ - وقوله جل وعز وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك آية ٣٢ قيل هذا التمام والمعنى أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك كذلك التثبيت كما قال جل وعز ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا
لأنه إذا انزله متفرقا كان فيه جواب ما يسألون في وقته فكان في ذلك تثبيت فقيل التمام قوله كذلك وقيل التمام عند قوله جملة واحدة
والمعنى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة والإنجيل ومعنى هذا لم أنزل متفرقا فقال جل وعز كذلك لنثبت به فؤادك أي أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك ٣٢ - ثم قال جل وعز ورتلناه ترتيلا آية ٣٢ روى مغيرة عن إبراهيم قال أنزل متفرقا وقال الحسن كلما سئل النبي ﷺ عن شئ نزل جوابه حتى كمل نزوله في نحو من عشرين سنة ٣٣ - ثم قال جل وعز ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا آية ٣٣ قال الضحاك أي تفصيلا قال أبو جعفر في الكلام حذف والمعنى وأحسن تفسيرا من مثلهم ومثل هذا يحذف كثيرا ٣٤ - ثم قال جل وعز الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا آية ٣٤ في الحديث الشريف يحشر الناس على ثلاث طبقات
ركبانا ومشاة وعلى وجوههم قال أنس قيل يا رسول الله كيف يحشرون على وجوههم فقال إن الذي أمشاهم على
أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم ٣٥ - وقوله جل وعز وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا آية ٣٥ روى سعيد عن قتادة قال أي عونا وعضدا ٣٦ - وقوله تعالى وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم آية ٣٧ قيل هذا يوجب أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح ﷺ فقيل من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء لأن الأنبياء كلهم يؤمنون بالله جل وعز وبجميع كتبه وقيل هذا كما يقال فلان يركب الدواب وإن لم يركب إلا واحدة أي يركب هذا الجنس