قال أبو جعفر وقيل إنما وقع هذا هكذا لأن ما يأتي بالرحمة ثلاث رياح وهي الصبا والشمال والجنوب والرابعة الدبور ولا تكاد تأتي بمطر فقيل لما أتى بالرحمة رياح هذا ولا أصل للحديث ومعنى نشرا إحياء أي تأتي بالسحاب الذي فيه المطر الذي به حياة الخلق ونشرا جمع نشور وروى عن عاصم بشرا جمع بشيرة وروي عنه بشرا بحذف الضمة لثقلها أو يكون جمع بشرة كما يقال بسرة وبسر
وعن محمد اليماني بشرى أي بشارة
بين يدي رحمته أي المطر ٤٩ - وقوله جل وعز وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا آية ٤٩ قال محمد بن يزيد أناسي جمع إنسي مثل كرسي وكراسي وقال غيره أناسي جمع إنسان والأصل أناسين مثل سراحين ثم أبدل من النون ياء ٥٠ - ثم قال سبحانه ولقد صرفناه بينهم ليذكروا آية ٥٠ يعني المطر أي نسقي أرضا ونترك أرضا ليذكروا أي ليفكروا في نعم الله جل وعز ويحمدوه
فأبى أكثر الناس إلا كفورا وهو أن يقولوا مطرنا بنوء كذا أي بسقوط كوكب كذا كما يقول المنجمون فجعلهم كفارا بذلك ٥١ - وقوله جل وعز وجاهدهم به جهادا كبيرا آية ٥٢ أي بالقرآن ٥٢ - وقوله جل وعز وهو الذي مرج البحرين آية ٥٣ أي خلطهما وخلاهما فهما مختلطان في مرآة العين وبينهما حاجز من قدرة الله عز وجل وفي الحديث مرجت أماناتهم أي اختطلت
ويقال مرج السلطان الناس أي خلاهم وأمرجت محمد الدابة
ومرجتها إلى أي خليتها لترعى ٥٣ - ثم قال تعالى هذا عذب فرات آية ٥٣ أي شديد العذوبة وهذا ملح أجاج آية ٥٣ روى معمر عن قتادة قال الأجاج المر قال أبو جعفر والمعروف عند أهل اللغة أن الأجاج الشديد الملوحة ويقال ماء ملح ولا يقال مالح وروي عن طلحة أنه قرأ وهذا ملح أجاج بفتح الميم وكسر اللام ٥٤ - ثم قال جل وعز وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا آية ٥٣