ويقال (أعياد المشركين «١» لا يشهدونها) لأنها زور وكذب إذ كانت لغير اللّه. وقوله (باللّغو مرّوا كراما) ذكر أنهم كانوا إذا أجروا ذكر النساء كنوا عن قبيح الكلام فيهنّ. فذلك مرورهم به.
وقوله :(لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) [٧٣] يقال : إذا تلى عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأولى كأنهم لم يسمعوه. فذلك الخرور. وسمعت العرب تقول : قعد يشتمنى، وأقبل يشتمنى.
وأنشدنى بعض العرب :
لا يقنع الجارية الخضاب ولا الوشاحان ولا الجلباب
من دون أن تلتقى الأركاب ويقعد الهن له لعاب
قال الفرّاء : يقال لموضع المذاكير : ركب. ويقعد كقولك : يصير.
وقوله : وَذُرِّيَّاتِنا [٧٤] قرأ أصحاب عبد اللّه (وذرّيّتنا) والأكثر (وذرّيّاتنا) وقوله (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) ولو قيل :(عين) كان صوابا كما قالت (قُرَّتُ عَيْنٍ «٢» لِي وَلَكَ) ولو قرئت : قرّات أعين لأنهم كثير كان صوابا. والوجه التقليل (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) لأنّه فعل والفعل لا (يكاد يجمع «٣») ألا ترى أنه قال (لا تَدْعُوا «٤» الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) فلم يجمعه وهو كثير.
والقرّة مصدر. تقول : قرّت عينك قرّة.
وقوله (لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) ولم يقل : أئمّة وهو واحد يجوز فى الكلام أن تقول : أصحاب محمد أئمّة الناس وإمام الناس كما قالِ نَّا رَسُولُ
«٥»بِّ الْعالَمِينَ) للاثنين ومعناه : اجعلنا أئمّة يقتدى بنا. وقال مجاهد : اجعلنا يقتدى بمن قبلنا حتى يقتدى بنا من بعدنا.
(٢) الآية ٩ سورة القصص.
(٣) ا :«يكادون يجمعونه».
(٤) الآية ١٤ سورة الفرقان. [.....]
(٥) الآية ١٦ سورة الشعراء.