" فقال عليه السلام بل يجمعها جميعاً لي في الآخرة، فنزل قوله تبارك الذي إن شاء " الآية، وعن ابن عباس قال عليه السلام " عرض عليَّ جبريل بطحاء مكة ذهباً فقلت بل شبعة وثلاث جوعات " وذلك أكثر لذكري ومسألتي لربي، وفي رواية صفوان بن سليم عن عبد الوهاب قال عليه السلام :" أشبع يوماً وأجوع ثلاثاً، فأحمدك إذا شبعت وأتضرع إليك إذا جعت " وعن الضحاك "لما عير المشركون رسول الله ﷺ بالفاقة حزن رسول الله ﷺ لذلك فنزل جبريل عليه السلام معزياً له، وقال إن الله يقرؤك السلام ويقول :﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلين إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطعام﴾ [ الفرقان : ٢٠ ] الآية، قال فبينما جبريل عليه السلام والنبي ﷺ يتحدثان إذ فتح باب من أبواب السماء لم يكن فتح قبل ذلك، ثم قال أبشر يا محمد هذا رضوان خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك فسلم عليه وقال إن ربك يخيرك بين أن تكون نبياً ملكاً وبين أن تكون نبياً عبداً ومعه سفط من نور يتلألأ ثم قال هذه مفاتيح خزائن الدنيا فاقبضها من غير أن ينقصك الله مما أعد لك في الآخرة جناح بعوضة فنظر النبي ﷺ إلى جبريل كالمستشير فأومأ بيده أن تواضع فقال رسول الله ﷺ، بل نبياً عبداً " قال فكان عليه السلام بعد ذلك لم يأكل متكئاً حتى فارق الدنيا.