قلت : قوله :" واحْتَمَلَ أَنْ يكونَ في نيةِ التنوينِ " إلى آخره لا يتأتى إلاَّ على قولِ أبي إسحاقَ. وهو أنَّه يرى أنَّ اسمَ " لا " النافيةِ للجنسِ معربٌ، ويَعْتَذِرُ عن حذفِ التنوينِ بكثرةِ الاستعمالِ، ويَسْتَدِلُّ عليه بالرجوعِ إليه في الضرورةِ. ويُنشِد :
٣٤٨٠ أَلا رجلاً جزاهُ اللهُ خيراً | ...................... |
وإذا جُعِلَتْ منصوبةً بفعلٍ مقدرٍ لا يكون ل " لا " حينئذٍ خبرٌ، لأنها داخلةٌ على ذلك الفعلِ المقدرِ. وهذا موضعٌ حَسَنٌ فتأمَّلْه.
قوله :﴿ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾ قد تقدَّم من " يومئذٍ " أوجهٌ. وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ منصوباً ب " بشرى " قال :" إذا قَدَّرْتَ أنها منونةٌ غيرُ مبنيةٍ مع " لا " ويكونُ الخبرُ " للمجرمين ".