فصل


قال الفخر :
﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (٢٥) ﴾
اعلم أن هذا الكلام مبني على ما استدعوه من إنزال الملائكة فبين سبحانه أنه يحصل ذلك في يوم له صفات :
الصفة الأولى : أن في ذلك اليوم تشقق السماء بالغمام، وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
قوله :﴿إِذَا السماء انفطرت﴾ [ الانفطار : ١ ] يدل على التشقق وقوله :﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مّنَ الغمام﴾ [ البقرة : ٢١٠ ] يدل على الغمام فقوله :﴿تَشَقَّقُ السماء بالغمام﴾ جامع لمعنى الآيتين ونظيره قوله تعالى :﴿وَفُتِحَتِ السماء فَكَانَتْ أبوابا﴾ [ النبأ : ١٩ ] وقوله :﴿فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ [ الحاقة : ١٦ ].
المسألة الثانية :
قرأ أبو عمرو وأهل الكوفة بتخفيف الشين ههنا وفي سورة ق، والباقون بالتشديد، قال أبو عبيدة : الاختيار التخفيف كما يخفف تساءلون ومن شدد فمعناه تتشقق.
المسألة الثالثة :
قال الفراء : المراد من قوله :﴿بالغمام﴾ أي عن الغمام، لأن السماء لا تتشقق بالغمام بل عن الغمام، وقال القاضي : لا يمتنع أن يجعل تعالى الغمام بحيث تشقق السماء باعتماده عليه وهو كقوله :﴿السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ﴾ [ المزمل : ١٨ ].
المسألة الرابعة :
لا بد من أن يكون لهذا التشقق تعلق بنزول الملائكة، فقيل الملائكة في أيام الأنبياء عليهم السلام كانوا ينزلون من مواضع مخصوصة والسماء على اتصالها، ثم في ذلك اليوم تتشقق السماء فإذا انشقت خرج من أن يكون حائلاً بين الملائكة وبين الأرض فنزلت الملائكة إلى الأرض.
المسألة الخامسة :


الصفحة التالية
Icon