وقيل : معنى ﴿ مَهْجُوراً ﴾ أي متروكاً ؛ فعزّاه الله تبارك وتعالى وسلاّه بقوله :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ المجرمين ﴾ أي كما جعلنا لك يا محمد عدواً من مشركي قومِك وهو أبو جهل في قول ابن عباس فكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من مشركي قومه، فاصبر، لأمري كما صبروا، فإني هادِيك وناصرك على كل من ناوأك.
وقد قيل : إن قول الرسول ﴿ يَا رَبِّ ﴾ إنما يقوله يوم القيامة ؛ أي هجروا القرآن وهجروني وكذبوني.
وقال أنس قال النبيّ ﷺ :" من تعلم القرآن وعلَّق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول يا رب العالمين إن عبدك هذا اتخذني مهجوراً فاقض بيني وبينه " ذكره الثعلبي.
﴿ وكفى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ﴾ نصب على الحال أو التمييز، أي يهديك وينصرك فلا تبال بمن عاداك.
وقال ابن عباس : عدوّ النبيّ ﷺ أبو جهل لعنه الله. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon