وقرأ الباقون بالياء، ومعناه أن الله تعالى يقول للنبي ﷺ : فما يستطيعون صرف ذلك عنهم.
ثم قال تعالى :﴿ وَمَن يَظْلِم مّنكُمْ ﴾ يعني : يشرك بالله في الدنيا.
ويقال : يكفر بمحمد ﷺ والقرآن ﴿ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً ﴾ في الآخرة، وهو عذاب النار.
قوله عز وجل :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلين ﴾ جواباً لقولهم :﴿ مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطعام ﴾ ﴿ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطعام وَيَمْشُونَ فِى الاسواق ﴾ يعني : كانت الرسل من الآدميين، ولم يكونوا من الملائكة عليهم السلام.
ثم قال :﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾ يقول : ابتلينا بعضكم ببعض، الفقير بالغني، والضعيف بالقوي، وذلك أن الشريف إذا رأى الوضيع قد أسلم، أنف عن الإسلام.
وقال : أأسلم، فأكون مثل هذا، فثبت على دينه حمية.
يقول الله تعالى للشريف :﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾ أن تكونوا شرعاً، سواء في الدين ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ﴾ أي عالماً بمن يؤمن، ومن لا يؤمن، ويقال :﴿ جَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ﴾ يعني بلية الغني للفقير، والقوي للضعيف، لأن ضعفاء المسلمين وفقراءهم، إذا رأوا الكفار في السعة والغنى، يتأذون منهم، وكان في ذلك بلية لهم، فقال تعالى :﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾ اللفظ لفظ الاستفهام، والمراد به الأمر، يعني : اصبروا كقوله :﴿ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إلى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ المائدة : ٧٤ ] يعني : توبوا إلى الله.
ويقال : أهل النعم بلية لأهل الشدة، لأن أهل الشدة إذا رأوا أهل النعمة تنغص عيشهم، فأمرهم الله تعالى بالصبر.
وذكر عن بعض المتقدمين أنه كان إذا رأى غنياً من الأغنياء.


الصفحة التالية
Icon