﴿ وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً ﴾ أي هلكى قد غلب عليهم الشقاية والخذلان، وقال الحسن وابن زيد : البور : الذي ليس فيه من الخير شيء، قال أبو عبيد : وأصله من البوار وهو الكساد والفساد ومنه بوار الأيم وبوار السلعة، وهو اسم مصدر كالزور يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث والمذكر. قال ابن الزبعرى :

يا رسول المليك إنّ لساني راتق ما فتقت إذ أنا بُور
وقيل : هو جمع البائر، ويقال : أصبحت منازلهم بوراً أي خالية لا شيء فيها، فيقول الله سبحانه لهم عند تبرّي المعبودين منهم ﴿ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ﴾ أنّهم كانوا آلهة ﴿ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ ﴾ قرأه العامة بالياء يعني الآلهة، وقرأ حفص بالتاء يعني العابدين ﴿ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً ﴾ أي صرف العذاب عنهم ولا نصر أنفسهم.
وقال يونس : الصرف : الحيلة ومنه قول العرب : إنه ليتصرف أي يحتال.
وقال الأصمعي : الصرف : التوبة والعدل : الفدية.
﴿ وَمَن يَظْلِم ﴾ أي يشرك ﴿ مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً * وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ ﴾ يا محمد ﴿ مِنَ المرسلين إِلاَّ إِنَّهُمْ ﴾ قال أهل المعاني : إلاّ قيل أنّهم ﴿ لَيَأْكُلُونَ الطعام وَيَمْشُونَ فِي الأسواق ﴾ دليله قوله سبحانه
﴿ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ﴾ [ فصلت : ٤٣ ] وقيل : معناه إلاّ من أنّهم، وهذا جواب لقول المشركين ﴿ مَالِ هذا الرسول يَأْكُلُ الطعام وَيَمْشِي فِي الأسواق ﴾ [ الفرقان : ٧ ].


الصفحة التالية
Icon