﴿ الذي لَهُ مُلْكُ السموات والأرض ﴾ بدل من الأول أو مدح مرفوع أو منصوب. ﴿ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ﴾ كزعم النصارى. ﴿ وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي الملك ﴾ كقول الثنوية أثبت له الملك مطلقاً ونفى ما يقوم مقامه وما يقاومه فيه ثم نبه على ما يدل عليه فقال :﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ أحدثه إحداثاً مراعى فيه التقدير حسب إرادته كخلقه الإِنسان من مواد مخصوصة وصور وأشكال معينة. ﴿ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ﴾ فقدره وهيأه لما أراد منه من الخصائص والأفعال، كتهيئة الإِنسان للإِدراك والفهم والنظر والتدبير واستنباط الصنائع المتنوعة ومزاولة الأعمال المختلفة إلى غير ذلك، أو ﴿ فَقَدَّرَهُ ﴾ للبقاء إلى أجل مسمى. وقد يطلق الخلق لمجرد الإِيجاد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق فيكون المعنى وأوجد كل شيء فقدره في إيجاده حتى لا يكون متفاوتاً.
﴿ واتخذوا مِن دُونِهِ ءَالِهَةً ﴾ لما تضمن الكلام إثبات التوحيد والنبوة أخذ في الرد على المخالفين فيهما. ﴿ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ لأن عبدتهم ينحتونهم ويصورونهم. ﴿ وَلاَ يَمْلِكُونَ ﴾ ولا يستطيعون. ﴿ لأَنفُسِهِمْ ضَرّاً ﴾ دفع ضر. ﴿ وَلاَ نَفْعاً ﴾ ولا جلب نفع. ﴿ وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً ﴾ ولا يملكون إماتة أحد وإحياءه أولاً وبعثه ثانياً ومن كان كذلك فبمعزل عن الأُلوهية لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها، وفيه تنبيه على أن الإِله يجب أن يكون قادراً على البعث والجزاء.
﴿ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ ﴾ كذب مصروف عن وجهه. ﴿ افتراه ﴾ اختلقه. ﴿ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ ﴾ أي اليهود فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم وهو يعبر عنها بعبارته، وقيل جبر ويسار وعداس وقد سبق في قوله