﴿ قُلْ أذلك خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخلد التي وُعِدَ المتقون ﴾ الإِشارة إلى العذاب والاستفهام والتفضيل والترديد للتقريع مع التهكم أو إلى ال ﴿ كَنْزٌ ﴾ أو ال ﴿ جَنَّةُ ﴾، والراجع إلى الموصول محذوف وإضافة ال ﴿ جَنَّةُ ﴾ إلى ﴿ الخلد ﴾ للمدح أو للدلالة على خلودها، أو التمييز عن جنات الدنيا. ﴿ كَانَتْ لَهُمْ ﴾ في علم الله أو اللوح، أو لأن ما وعده الله تعالى في تحققه كالواقع. ﴿ جَزَاءً ﴾ على أعمالهم بالوعد. ﴿ وَمَصِيراً ﴾ ينقلبون إليه، ولا يمنع كونها جزاء لهم أن يتفضل بها على غيرهم برضاهم مع جواز أن يراد بالمتقين من يتقي الكفر والتكذيب لأنهم في مقابلتهم.
﴿ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ﴾ ما يشاؤونه من النعيم، ولعله تقصر همم كل طائفة على ما يليق برتبته إذ الظاهر أن الناقص لا يدرك شأو الكامل بالتشهي، وفيه تنبيه على أن كل المرادات لا تحصل إلا في الجنة.
﴿ خالدين ﴾ حال من أحد ضمائرهم. ﴿ كَانَ على رَبّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً ﴾ الضمير في ﴿ كَانَ ﴾ ل ﴿ مَا يَشَآءُونَ ﴾ والوعد الموعود أي : كان ذلك موعداً حقيقاً بأن يسأل ويطلب، أو مسؤولاً سأله الناس في دعائهم ﴿ رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على رُسُلِكَ ﴾ أو الملائكة بقولهم ﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التي وَعَدْتَّهُمْ ﴾ وما في ﴿ على ﴾ من معنى الوجوب لامتناع الخلف في وعده تعالى ولا يلزم منه الإِلجاء إلى الإِنجاز، فإن تعلق الإِرادة بالوعود مقدم على الوعد الموجب للإِنجاز.