وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً ﴾
جواب ﴿ إذا ﴾ ﴿ إِنْ يَتَّخذُونَكَ ﴾ لأن معناه يتخذونك.
وقيل : الجواب محذوف وهو قالوا أو يقولون :﴿ أَهَذَا الَّذِي ﴾ وقوله :﴿ إِنْ يَتَّخذُونك إِلاَّ هُزُواً ﴾ كلام معترض.
ونزلت في أبي جهل كان يقول للنبيّ ﷺ مستهزئاً :﴿ أهذا الذي بَعَثَ الله رَسُولاً ﴾ والعائد محذوف، أي بعثه الله.
﴿ رَسُولاً ﴾ نصب على الحال والتقدير : أهذا الذي بعثه الله مرسلاً.
﴿ أَهذَا ﴾ رفع بالابتداء و ﴿ الَّذِي ﴾ خبره.
﴿ رَسُولاً ﴾ نصب على الحال.
و﴿ بَعَثَ ﴾ في صلة ﴿ الَّذِي ﴾ واسم الله عز وجل رفع ب ﴿ بَعثَ ﴾.
ويجوز أن يكون مصدراً ؛ لأن معنى ﴿ بَعَث ﴾ أرسل ويكون معنى ﴿ رَسُولاً ﴾ رسالة على هذا.
والألف للاستفهام على معنى التقرير والاحتقار.
﴿ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا ﴾ أي قالوا قد كاد أن يصرفنا.
﴿ عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبْرَنَا عَلَيْهَا ﴾ أي حبسنا أنفسنا على عبادتها.
قال الله تعالى :﴿ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العذاب مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ يريد من أضل ديناً أهم أم محمد، وقد رأوه في يوم بدر.
قوله تعالى :﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ ﴾ عَجَّب نبيه ﷺ من إضمارهم على الشرك وإصرارهم عليه مع إقرارهم بأنه خالقهم ورازقهم، ثم يعمد إلى حجر يعبده من غير حجة.
قال الكلبي وغيره : كانت العرب إذا هوِي الرجل منهم شيئاً عبده من دون الله، فإذا رأى أحسن منه ترك الأوّل وعَبَد الأحسن ؛ فعلى هذا يعني : أرأيت مِن اتخذ إِلهه بهواه ؛ فحذف الجار.
وقال ابن عباس : الهوى إله يعبد من دون الله، ثم تلا هذه الآية.
قال الشاعر :
لعمر أبيها لو تبدّت لناسك...
قد اعتزل الدنيا بإحدى المناسِك
لَصلَّى لها قبل الصلاة لربه...
ولا ارتد في الدنيا بأعمال فاتك