وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ لولا نُزِّل عليه القرآنُ جُمْلَةً واحدةً ﴾
أي : كما أُنزلت التوراةُ والإِنجيل والزَّبور، فقال الله عز وجل :﴿ كذلكَ ﴾ أي : أنزلناه كذلك متفرِّقاً، لأن معنى ما قالوا : لِمَ نُزِّل عليه متفرِّقاً؟ فقيل : إِنما أنزلناه كذلك ﴿ لنُثَبِّتَ به فؤادكَ ﴾ أي : لنُقَوِّي به قلبَك فتزداد بصيرة، وذلك أنه كان يأتيه الوحي في كل أمر وحادثة، فكان أقوى لقلبه وأنور لبصيرته وأبعد لاستيحاشه، ﴿ ورتَّلْناه ترتيلاً ﴾ أي : أنزلناه على الترتيل، وهو التمكُّث الذي يُضادُّ العَجَلة.
قوله تعالى :﴿ ولا يأتونكَ ﴾ يعني المشركين ﴿ بِمَثَل ﴾ يضربونه لك في مخاصمتك وإِبطال أمرك ﴿ إِلا جئناك بالحقّ ﴾ أي : بالذي هو الحقّ لتَرُدَّ به كيدهم ﴿ وأحسنَ تفسيراً ﴾ من مَثَلهم ؛ والتفسير : البيان والكشف.
قال مقاتل : ثم أخبر بمستقرِّهم في الآخرة، فقال :﴿ الذين يحشرون على وجوههم ﴾ وذلك أن كفار مكة قالوا : إِن محمداً وأصحابه شُرُّ خلق الله، فنزلت هذه الآية.
قوله تعالى :﴿ أولئك شَرٌّ مكاناً ﴾ أي : منزلاً ومصيراً ﴿ وأضلُّ سبيلاً ﴾ ديناً وطريقاً من المؤمنين. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon