قال الفقيه الإمام القاضي : وروي عن علي رضي الله عنه " فدمراهم "، وحكى عنهم أبو عمرو الداني " فدمِرناهم " بكسر الميم خفيفة، قال وروي عنه " فدمروا بهم " على الأمر لجماعة وزيادة باء، والذي فسر أبو الفتح وهم وإنما القراءة " فدمرا بهم " بالباء، وكذلك المهدوي، ونصب قوله ﴿ وقومَ نوح ﴾ بفعل مضمر يدل عليه ﴿ أغرقناهم ﴾، وقوله ﴿ الرسل ﴾ وهم إنما كذبوا نوحاً فقط معناه أن الأمة التي تكذب نبياً واحداً ففي ضمن ذلك تكذيب جميع الأنبياء فجاءت العبارة بما يتضمنه فعلهم تغليظاً في القول عليهم، وقوله ﴿ آية ﴾ أي علامة على سطوة الله تعالى بكل كافر بأنبيائه، وعاد وثمود يصرف، وجاء ها هنا مصروفاً، وقرأ ابن مسعود وعمرو بن ميمون والحسن وعيسى " وعاداً " مصروفاً " وثمود " غير مصروف، واختلف الناس في ﴿ أصحاب الرس ﴾ فقال ابن عباس هم قوم ثمود، وقال قتادة هم أهل قرية من اليمامة، يقال لها ﴿ الرس ﴾ والفلج، وقال مجاهد هم أهل قرية فيها بير عظيمة الخ... يقال لها ﴿ الرس ﴾، وقال كعب ومقاتل والسدي ﴿ الرس ﴾ بير بأنطاكية الشام قتل فيها صاحب ياسين، وقال الكلبي ﴿ أصحاب الرس ﴾ قوم بعث إليهم نبي فأكلوه، وقال قتادة ﴿ أصحاب الرس ﴾ وأصحاب ليكة قومان أرسل إليهما شعيب عليه السلام، وقاله وهب بن منبه وقال علي رضي الله عنه في كتاب الثعلبي ﴿ أصحاب الرس ﴾ قوم عبدوا شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت، رسوا نبيهم في بير حفروه له في حديث طويل، و﴿ الرس ﴾ في اللغة كل محفور من بير أو قبر أو معدن ومنه قول الشاعر [ النابغة الجعدي ] :[ المتقارب ]
سبقت إلى فرط بأهل... تنابلة يحفرون الرساسا


الصفحة التالية
Icon