﴿ والذين إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ ﴾ لم يجاوزُوا حدَّ الكرمِ ﴿ وَلَمْ يَقْتُرُواْ ﴾ ولم يضيِّقُوا تضييقَ الشَّحيحِ وقيل : الإسرافُ هو الانفاقُ في المعاصِي والقترُ منعُ الواجباتِ والقُربِ. وقُرىء بكسرِ التَّاءِ مع فتحِ الياءِ وبكسرِها مخفَّفةً ومشدَّدةً مع ضمِّ الياءِ ﴿ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾ أي بين ما ذُكر من الإسرافِ والقَترِ ﴿ قَوَاماً ﴾ وسطاً وعدلاً سُمِّي به لاستقامةِ الطَّرفينِ كما سُمِّيَ به سواءً لاستوائِهما وقُرىء بالكسرِ وهو ما يُقام به الحاجةُ لا يفضلُ عنها ولا ينقصُ وهو خبرٌ ثانٍ أو حالٌ مؤكِّدة أو هو الخبرُ وبين ذلك لغوٌ وقد جُوِّز أنْ يكونَ اسمَ كانَ على أنَّه مبنيٌّ لأضافتِه إلى غيرِ متمكِّن ولا يَخْفى ضعفُه فإنَّه بمعنى القوام فيكون كالإخبارِ بشيءِ عن نفسِه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon