و﴿ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ تمييز وفيها ضمير مبهم عائد على ﴿ مُسْتَقِرّاً ﴾ مفسر به وأنت لتؤويل المستقر بجنهم أو مطابقة للمخصوص.
ألا ترى إلى ذي الرمة كيف أنث الزورق على تأويل السفينة حيث كان المخصوص مؤنثاً في قوله :
أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة...
دعائم الزور نعمت زورق البلد
قيل : ويجوز أن تكون ﴿ سَاءتْ ﴾ بمعنى أحزنت فهي فعل متصرف متعد وفاعله ضمير جهنم ومفهوله محذوف أي أحزونت أهلها وأصحابها و﴿ مُسْتَقِرّاً ﴾ تمييز أو حال وهو مصدر بمعنى الفاعل أو اسم مكان وليس بذاك.
والظاهر أن ﴿ مُسْتَقِرّاً ﴾ ومقاماً كقوله :
وألفى قولها كذبا ومينا...
وحسنه كون المقام يستدعي التطويل أو كونه فاصلة.
وقيل : المستقر للعصاة والمقام للكفرة وإن في الموضعين للاعتناء بشأن الخبر.
وقرأت فرقة ﴿ وَمُقَاماً ﴾ بفتح الميم أي مكان قيام.
﴿ والذين إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ ﴾
أي لم يتجاوزوا حد الكرم ﴿ وَلَمْ يَقْتُرُواْ ﴾ أي ولم يضيقوا تضييق الشحيح، وقال أبو عبد الرحمن الحبلى : الإسراف هو الإنفاق في المعاصي والقتر الإمسام عن طاعة، وروي نحو ذلك عن ابن عباس.
ومجاهد.
وابن زيد، وقال عون بن عبد الله بن عتبة : الإسراف أن تنفق مال غيرك.
وقرأ الحسن.
وطلحة.
والأعمش.
وحمزة.
والكسائي.
وعاصم ﴿ يَقْتُرُواْ ﴾ بفتح الياء وضم التاء.
ومجاهد.
وابن كثير.
وأبو عمرو بفتح الياء وكسر التاء.
ونافع.
وابن عامر بضم الياء وكسر التاء.
وقرأ العلاء ابن سبابة واليزيدي بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة وكلها لغات في التضييق.
وأنكر أبو حاتم لغة أقتر رباعيا هنا وقال : إنما يقال أقتر إذا افتقر ومنه ﴿ وَعَلَى المقتر قَدْرُهُ ﴾ [ البقرة : ٢٣٦ ] وغاب عنه ما حكاه الأصمعي.