وقال الشيخ الشنقيطى :
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرض مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأرض وَلَن تَبْلُغَ الجبال طُولاً ﴾ [ الإسراء : ٣٧ ].
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً ﴾.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى :﴿ قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ ربي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً ﴾ [ مريم : ٤٧ ] الآية.
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (٦٤)
ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة، من أن عباده الصالحين، يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يعبدون الله، ويصلون له بينه في غير هذا الموضع كقوله تعالى :﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ الليل سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الآخرة وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ ﴾ [ الزمر : ٩ ] وقوله تعالى :﴿ تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً ﴾ [ السجدة : ١٦ ] وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن الليل مَا يَهْجَعُونَ وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [ الذاريات : ١٦١٨ ]. وقوله تعالى :﴿ يِبِيتُونَ ﴾ قال الزجاج : بات الرجل يبيت : إذا أدركه الليل، نام أو لم ينم، قال زهير :
فبتنا قياماً عند رأس جوادنا... يزاولنا عن نفسه ونزاوله
انتهى بواسطة نقل القرطبي.
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥)
الأظهر أن معنى قوله : كان غراماً : أي كان لازماً دائماً غير مفارق، ومنه سمي الغريم لملازمته، ويقال : فلان مغرم بكذا أي لازم له، مولع به.


الصفحة التالية
Icon