ومع الاستعلاء والسيطرة الرحمة الكبيرة الدائمة :﴿ الرحمن ﴾.. ومع الرحمة الخبرة :﴿ فاسأل به خبيراً ﴾ الخبرة المطلقة التي لا يخفى عليها شيء. فإذا سألت الله، فإنما تسأل خبيراً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
ومع هذا فإن أولئك المتبجحين المتطاولين، يقابلون الدعوة إلى عبادة الرحمن باستخفاف واستنكار :
﴿ وإذا قيل لهم : اسجدوا للرحمن : قالوا : وما الرحمن؟ أنسجد لما تأمرنا؟ وزادهم نفوراً ﴾ !
وهي صورة كريهة من صور الاستهتار والتطاول ؛ تذكر هنا للتهوين من وقع تطاولهم على الرسول ﷺ فهم لا يوقرون ربهم، فيتحدثون بهذه اللهجة عن ذاته العلية، فهل يستغرب من هؤلاء أن يقولوا عن الرسول ما قالوا؟ وهم ينفرون من اسم الله الكريم، ويزعمون أنهم لا يعرفون اسم ﴿ الرحمن ﴾ ويسألون عنه بما، زيادة في الاستهتار.
«قالُوا : وَمَا الرَّحْمنُ؟». ولقد بلغ من تطاولهم واستخفافهم أن يقولوا : ما نعرف الرحمن إلا ذاك باليمامة. يعنون به مسيلمة الكذاب!
ويرد على تطاولهم هذا بتمجيد اللّه سبحانه وتكبيره والتحدث ببركته وعظمته، وعظمة خلقه، وآياته المذكرة به في هذا الخلق العظيم.


الصفحة التالية
Icon