لأن زلق بمعنى زلّت رجله وتنحى عن مكانه قال تعالى "وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ" ٦٥ لم يغرق ولم يمت أحد منهم "ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ" ٦٦ فرعون وقومه أجمعين لم يفلت واحد منهم، وحذف التأكيد من الجملة الثانية لدلالة الأول عليها راجع الآية ١٥ من سورة الأعراف، وجاء العطف بثم للتراخي لأن اللّه تعالى أمهل البحر حتى لم يبق واحد من بني إسرائيل فيه، كما لم يبق من قوم فرعون أحد خارجه، ثم أطبقه عليهم، ، اعلم أن ثمة تكتب بالتاء لئلا تلتبس وتقرأ بفتح الثاء من غير تاء وصلا وبالهاء وقفا والقراءة على غير هذا الخط من الغلط وهي بمعنى هناك قالوا وقد سمع الاسرائيليون جلبة عظيمة، فقالوا يا موسى ما هذه ؟
قال البحر أطبق على فرعون وقومه فرجعوا ينظرون لضعف ايمانهم، فرأوا جثثهم عائمة، وشاهدوا فرعون نفسه بينهم، فصدقوا ورجعوا "إِنَّ فِي ذلِكَ" الانفلاق والإنجاء "لَآيَةً" عظيمة ظاهرة لإيمان من يؤمن كافية عن طلب غيرها "وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ" ٦٧ إذ لم يؤمن من آل فرعون الّا زوجته آسية بنت مزاحم، ومريم بنت ناموشا التي دلت موسى على قبر يوسف عليه السلام، حتى أخذه معه حين خروجه من مصر وخزقيل مؤمن آل فرعون الذي ذكر اللّه قصته في الآية ٢٨ فما بعدها من سورة المؤمن في ج ٢، "وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" ٦٨ الغالب المنتقم من أعدائه الودود الرءوف بأوليائه، وفي اسم الإشارة في ذلك والضمير في أكثرهم إشارة إلى أنه يجب على قومك يا محمد الإيمان باللّه وأن يعتبروا بما وقع على أمثالهم، ومع هذا فلم يؤمن منهم إلا القليل بك، وهذا ما يقتضيه سياق التنزيل، لا سيما وقد كررت هذه الآية في هذه السورة ثماني مرات بعد هاتين القصتين، وعقب كل قصة من القصص الست، الآتية، بما


الصفحة التالية
Icon