و الجزء يطلق على الكل : ويحتمل أن يراد بالآخرين أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلم، لأنه من ولده ويدعو الناس إلى ملته ودينه المشار اليه في قوله تعالى (وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ) الآية ٢٢٩ من سورة البقرة في ج ٣ أيضا، ويستدل من هذه الآية ان لا بأس ان يحب الرجل الثناء عليه، لأن فيه فائدة لا سيما بعد الموت، إذ تجود عليه رحمات ربه بترحم الناس عليه، عند ذكر أوصافه وأفعاله الممدوحة، الا انه لا يخفى ان الأمور بمقاصدها، وانظر قول صلّى اللّه عليه وسلم من أحب ان يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار، مع ورود الخبر عنه صلّى اللّه عليه وسلم قوموا لسيدكم، وقد قيد العلماء القيام لأهل الفضل والأكابر، ولكن الأعمال بالنيّات فعلى المتأدب أن يقوم لمن هو أهل للقيام، وعلى من يقام له أن لا يحب ذلك "وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ" ٨٥ الباقين فيها كما يقيده معنى ورثة لأن البقاء فيها هو السعادة الكبرى والنعمة العظمى "وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ" ٨٦ طريق الهدى.
مطلب عدم المغفرة للمشرك وعدم نفع المال والولد مع الكفر :


الصفحة التالية
Icon