"وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ٩٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ" في دنياكم وتزعمون أنهم يشفعون لكم في هذا اليوم، وأنهم يقربونكم من اللّه في هذا الموقف، هاتوهم وادعوهم لنرى "هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ" كما تقولون ويدفعون عنكم العذاب "أَوْ يَنْتَصِرُونَ" ٩٣ لأنفسهم ليدرأوا عنها العذاب ؟ والجواب محذوف يفهم من المقام لأن السؤال سؤال توبيخ وتقريع، أي لا ينصرونكم ولا ينصرون أنفسهم وكلكم معذب، قال تعالى "فَكُبْكِبُوا فِيها" فقذفوا وطرحوا في الجحيم المذكورة منكوسين وهو تكرير كب مبالغة في الطرح كدمدم مبالغة في الدم أي الذقن وعسعس مبالغة في العس أي الظلمة "هُمْ وَالْغاوُونَ" ٩٤ من الإنس والجن المعبودون والعابدون جميعا لأنهم جنود إبليس ولهذا عطف عليه "وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ" ٩٥ من أتباعه وأنصاره ومواليهما، لأن من يعبد غير اللّه فهو عابد الشيطان، وإن عزيزا والمسيح والملائكة مبرءون من ذلك، لأنهم لم يدّعوا الإلهية ولم يأمروا بها، ولم يرضوا فيها، ولذلك فإنهم مبرءون مما نسب إليهم من العبادة، كما أنهم قد تبرأوا منها ومنهم.
مطلب ما يقال في مواقف القيامة وعدم جواز أخذ الأجرة على الأمور الدينية :