تعالي :(أن أسر بعبادي إنكم متبعون )، وأرسل فرعون يستنصر بقومه الذين لم يعاينوا خذلانه، وشهادة السحرة عليه ( إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (٥٥) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (٥٦)
( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢)
وأوحى الله تعالى إلى موسى ( أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣)،
وأنجى الله موسى وبنى إسرائيل، وأغرق الآخرين.
بعد هذه الأحزاء من قصة موسى وفرعون، والمتأمل فيها يجد أنها ليست مكررة إلا بما يقتضى المقام ذكره، وما يذكر يجد المتأمل فيه نوع اختلاف وتوجيه، لم يذكر فى غير هذا الموضع، وكل كلام الله تعالى له حلاوة، وعليه طلاوة.
وجاء من بعد ذلك قصص أبى الأنبياء إبراهيم، وفيه يبتدئ إبراهيم باستنكار
عبادة الأوثان، ويبين لقومه أنها لا تصلح أن تكون معبودا، لأنها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر :( هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون )
ويردون قوله بأنهم وجدوا آباءهم يفعلون، فينذر بهم إبراهيم ويقول إنهم عدو لى إلا رب العالمين، ويصف ربه تعالى، وأفعاله فيقول :( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (٨٢).


الصفحة التالية
Icon