وقال الشيخ سيد قطب :
سورة الشعراء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الوحدة الأولى : الموضوع : إثبات النبوة وثبات موقف الكفار منها مقدمة سورة الشعراء
موضوع هذه السورة الرئيسي هو موضوع السور المكية جميعا.. العقيدة.. ملخصة في عناصرها الأساسية: توحيد الله:(فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين).. والخوف من الآخرة:(ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).. والتصديق بالوحي المنزل على محمد رسول الله ( ﷺ ): (وإنه لتنزيل رب العالمين ; نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين).. ثم التخويف من عاقبة التكذيب، إما بعذاب الدنيا الذي يدمر المكذبين ; وإما بعذاب الآخرة الذي ينتظر الكافرين:(فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون !).. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
ذلك إلى تسلية الرسول ( ﷺ ) وتعزيته عن تكذيب المشركين له وللقرآن:(لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)وإلى طمأنة قلوب المؤمنين وتصبيرهم على ما يلقون من عنت المشركين ; وتثبيتهم على العقيدة مهما أوذوا في سبيلها من الظالمين ; كما ثبت من قبلهم من المؤمنين.
وجسم السورة هو القصص الذي يشغل ثمانين ومائة آية من مجموع آيات السورة كلها. والسورة هي هذا القصص مع مقدمة وتعقيب. والقصص والمقدمة والتعقيب تؤلف وحدة متكاملة متجانسة، تعبر عن موضوع السورة وتبرزه في أساليب متنوعة، تلتقي عند هدف واحد.. ومن ثم تعرض من كل قصة الحلقة أو الحلقات التي تؤدي هذه الأغراض.
ويغلب على القصص كما يغلب على السورة كلها جو الإنذار والتكذيب، والعذاب الذي يتبع التكذيب. ذلك أن السورة تواجه تكذيب مشركي قريش لرسول الله ( ﷺ ) واستهزاءهم بالنذر، وإعراضهم عن آيات الله، واستعجالهم بالعذاب الذي يوعدهم به ; مع التقول على الوحي والقرآن ; والادعاء بأنه سحر أو شعر تتنزل به الشياطين !


الصفحة التالية
Icon