في هذه الآية أقوال قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال تروح من الحي أم تبتكر وماذا يضرك لو تنتظر وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني
وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف أن بدل من نعمة ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل ٢٢ - وقوله جل وعز قال فرعون وما رب العالمين آية ٢٣ فأجابه موسى ﷺ بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين
آية ٢٤ فلم يرد فرعون هذه الحجة بأكثر من أن قال قال لمن حوله ألا تستمعون أي ألا تستمعون إلى قوله فأجابه موسى لأنه المراد وزاده في البيان قال ربكم ورب آبائكم الأولين فلم يحتج فرعون عليه بأكثر من أن نسبه إلى الجنون قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون آية ٢٧ أي لمغلوب على عقله لأنه يقول قولا لا يعرفه لأنه كان
عند قوم فرعون أن الذي يعرفونه ربا لهم في ذلك الوقت هو فرعون وأن الذي يعرفونهم أربابا لآبائهم الأولين ملوك أخر كانوا قبل فرعون فزاده موسى في البيان فقال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون آية ٢٨ فتهدده فرعون قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين آية ٢٩ فاحتج موسى عليه وعليهم بما يشاهدونه قال أو لو جئتك بشئ مبين آية ٣٠ أي ببرهان قاطع واضح يدل على صدقي ٢٣ - وقوله جل وعز فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين آية ٣٢
يقال الثعبان الكبير من الحيات وقد قال في موضع آخر