هذا، ولما قيل إلى سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم أقتل عبد اللّه بن أبي بن سلول قال لا، لئلا يقال إن محمدا يقتل أصحابه، بما يدل على ان وزراء فرعون كانوا على نهاية من التدبير والسياسة للرعية والصدق لملكهم والخوف عليه من سوء السمعة، فيا ليت وزراء الإسلام يغارون دائما على البلاد والعباد ويصونون كلهم ملكهم مما يشوبه، ثم قالوا له "وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ"
٣٦ شرطة يجمعون العارفين بالسحر وأمرهم "يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ" ٣٧ منهم ما هو بالسحر، ثم تأمرهم أن يتباروا مع موسى وأخيه، وإذ ذاك يظهر لقومك كذبهما فتقتلهما بلا لوم عليك ولا تهتم بأمر آخر، فاستصوب رأيهم ولم يرده مجازاة لهم، لأنه يعلم ان لا فائدة منه لما يعلم من حقيقة موسى، فبعث الحاشرين "فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ" ٣٨ هو يوم عيدهم، وتقدمت القصة مفصلة في الآية ٥٦ من سورة طه المارة فراجعها "وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ" ٣٩ لننظر ما يفعل الفريقان ولمن تكون الغلبة فنادى مناديه في الناس ان اجتمعوا فاجتمعوا وقال لهم على طريق السخرية "لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ" يعني موسى وأخاه "إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ" ٤٠ ومن فسر السحرة بالسحرة الذين أحضرهم، قال لم يرد انه يتبع السحرة وإنما يقصد الإعراض عن موسى وأخيه، والأول أولى


الصفحة التالية
Icon