راجع تفسير سورة الفلق والناس تجد بحث السحر في صورة مسهبة، وله صلة في الآية ١٠١ من سورة البقرة في ج ٣ قال تعالى "وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي" بني إسرائيل وذلك بعد سنتين من ايمان السحرة، بعد أن أيس من ايمان فرعون وقومه، إذ لم تؤثر فيهم الآيات المارة ١٢٩ فما بعدها من سورة الأعراف "إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ" ٥٣ من فرعون وقومه بعد خروجكم من مصر ليحولوا بينكم وبين مهاجرتكم، فبلغ موسى قومه أمر ربه، فأطاعوه وخرج بهم ليلة عيدهم، وكانوا استعاروا من القبط حليهم ليتزيّنوا به، فلما أحس فرعون بخروجهم قال لقومه ذهب موسى وقومه بأموالنا "فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ" ٥٤ ليجمعوا الناس، ولما احضروهم قام بهم خطيبا فقال "إِنَّ هؤُلاءِ" يشير لموسى وقومه إذ نزلهم منزلة الحاضرين المشاهدين لكمال معلوميتهم عندهم، وهو فريد من بديع الكلام المشتمل عليه كتاب اللّه الذي لا أبدع منه "لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ" ٥٥ قال ابن مسعود كانوا ستمائة الف وسبعين الفا (على ان ابن خلدون قال في مقدمته إنهم دون هذا العدد بكثير" وإنما قللهم فرعون ليقوي معنويات قومه وجبشه بالنسبة للجيش الذي حشده عليهم، قالوا كانوا الف الف وخمسمائة الف فساقهم أمامه وخرج وراءهم بمائتي الف ملك مع كل ملك الف رجل، والشرذمة الطائفة