به في هذه الدار، وعلى تقدير الترهيب يكون التقدير : أو لم يروا إذ نادى ربك، وعدّوا رائين لذلك لأن اليهود في بلادهم وفي حد القرب منهم، فإما أن يكونوا عالمين بالقصة بما سمعوه منهم، أو متهيئين لذلك لإمكانهم من سؤالهم ؛ ثم ذكر المنادى فقال :﴿موسى﴾ وأتبعه ما كان له النداء فقال مفسراً لأن النداء في معنى القول :﴿أن أئت القوم﴾ أي الذين فيهم قوة وأيّ قوة ﴿الظالمين﴾ أي بوضعهم قوتهم على النظر الصحيح المؤدي للإيمان في غير موضعها.
ولما كان كأنه قيل : أي قوم؟ قال مبدلاً إشارة أن العبارتين مؤداهما واحد لأنهم عريقون في الظلم، لظلمهم أنفسهم بالكفرة وغيره، وظلم بني إسرائيل وغيرهم من العباد :﴿قوم فرعون ﴾.
ولما كان المقصود بالرسالة تخويفهم من الله تعالى، وإعلامهم بجلاله، استأنف قوله معلماً بذلك في سياق الإنكار عليهم، والإيذان بشديد الغضب منهم، والتسجيل عليهم بالظلم، والتعجيب من حالهم في عظيم عسفهم فيه، وأنه قد طال إمهاله لهم وهو لا يزدادون إلا عتواً ولزوماً للموبقات :﴿ألا يتقون﴾ أي يحصل منهم تقوى.
ولما كان من المعلوم أن من أتى الناس بما يخالف أهواءهم.


الصفحة التالية
Icon