لقائل أن يقول قول موسى عليه السلام :﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ﴾ هل يدل على صدور الذنب منه ؟ جوابه : لا والمراد لهم عليَّ ذنب في زعمهم.
﴿ قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥) ﴾
اعلم أن موسى عليه السلام طلب أمرين : الأول : أن يدفع عنه شرهم والثاني : أن يرسل معه هرون فأجابه الله تعالى إلى الأول بقوله :﴿كَلاَّ﴾ ومعناه ارتدع يا موسى عما تظن وأجابه إلى الثاني بقوله :﴿فاذهبا﴾ أي اذهب أنت والذي طلبته وهو هرون فإن قيل علام عطف قوله :﴿فاذهبا﴾ قلنا على الفعل الذي يدل عليه ( كلا ) كأنه قال : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت وهرون.
وأما قوله :﴿إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ﴾ فمن مجاز الكلام يريد أنا لكما ولعدوكما كالناصر الظهير لكما عليه إذاً أحضر وأستمع ما يجري بينكما فأظهركما عليه وأعليكما وأكسر شوكته عنكما، وإنما جعلنا الاستماع مجازاً لأن الاستماع عبارة عن الإصغاء وذلك على الله تعالى محال. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٤ صـ ١٠٥ ـ ١٠٨﴾