وقال ابن عطية :
﴿ طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) ﴾
تقدم القول في الحروف التي في أوائل السور مستوعباً، و﴿ تلك ﴾ رفع بالابتداء وهو وخبره ساد مسد الخبر عن ﴿ طسم ﴾ في بعض التأويلات، والإشارة ب ﴿ تلك ﴾ هي بحسب الخلاف في ﴿ طسم ﴾ وعلى بعض الأقوال تكون ﴿ تلك ﴾ إشارة إلى حاضر وذلك موجود في الكلام، كما أن هذه قد تكون الإشارة بها إلى غائب معهود كأنه حاضر، و﴿ الكتاب المبين ﴾ القرآن، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم " طِسم " بكسر الطاء، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر فتحها وبإدغام النون من سين في الميم، وقرأ حمزة وحده بإظهارها وهي قراءة أبي جعفر، ورويت عن نافع، وروى يعقوب عن أبي جعفر ونافع قطع كل حرف منها على حدة، قال أبو حاتم الاختيار فتح الطاء وإدغام آخر سين في أول ميم، فتصير الميم متعلقة، وقوله ﴿ لعلك ﴾ الآية تسلية لمحمد ﷺ لما كان من القلق والحرص على إيمانهم فكان من شغل البال في حيز الخوف على نفسه، و" الباخع " القاتل والمهلك بالهم قاله ابن عباس والناس ومن ذلك قول ذي الرمة [ الطويل ]
ألا أيها ذا الباخع الوجد نفسه... لشيء نحته عن يديه المقادير


الصفحة التالية
Icon