وقال أبو السعود :
﴿ فَلَمَّا جَاء السحرة قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ إئِنَّ لَنَا لأجْرًا ﴾
أي أجراً عظيماً ﴿ إِن كُنَّا نَحْنُ الغالبين ﴾ لا مُوسى عليه السَّلامُ.
﴿ قَالَ نَعَمْ ﴾ لكُم ذلك ﴿ وَإِنَّكُمْ ﴾ مع ذلك ﴿ إِذاً لَّمِنَ المقربين ﴾ عندي قيل قال لهم تكونُون أوَّلَ من يدخلُ عليَّ وآخرَ مَن يخرجُ عنِّي، وقُرىء نعِم بكسرِ العين وهُما لغُتانِ.
﴿ قَالَ لَهُمْ موسى ﴾ أي بعدما قالَ له السَّحرةُ إمَّا أنْ تلقيَ وإمَّا أنْ نكونَ أوَّلَ منَ ألقَى. ﴿ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ ﴾ ولم يُرد به الأمرَ بالسِّحرِ والتَّمويهَ بل الإذنَ في تقديمِ ما هُم فاعلُوه ألبتةَ توسُّلاً به إلى إظهارِ الحقِّ وإبطالِ الباطلِ.
﴿ فَأَلْقَوْاْ حبالهم وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ ﴾ أي وقد قالُوا عند الإلقاءِ ﴿ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الغالبون ﴾ قالُوا ذلك لفرطِ اعتقادِهم في أنفسِهم وإتيانِهم بأقصى ما يُمكن أنْ يُؤتى به من السِّحرِ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٦ صـ ﴾