وأما من قرأ ﴿حادرون﴾ بالدال غير المعجمة فكأنه ذهب إلى نفي الحذر أصلاً، لأن الحادر هو المشمر، فأراد إنا قوم أقوياء أشداء، أو أراد إنا مدججون في السلاح، والغرض من هذه المعاذير أن لا يتوهم أهل المدائن أنه منكسر من قوم موسى أو خائف منهم.
أما قوله تعالى :﴿فأخرجناهم﴾ فالمراد إنا جعلنا في قلوبهم داعية الخروج فاستوجبت الداعية الفعل، فكان الفعل مضافاً إلى الله تعالى لا محالة.
وأما قوله :﴿مّن جنات وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ﴾ فقال مجاهد : سماها كنوزاً، لأنهم لم ينفقوا منها في طاعة الله تعالى، والمقام الكريم يريد المنازل الحسنة والمجالس البهية، والمعنى إنا أخرجناهم من بساتينهم التي فيها عيون الماء وكنوز الذهب والفضة، والمواضع التي كانوا يتنعمون فيها لنسلمها إلى بني إسرائيل.
أما قوله كذلك فيحتمل ثلاثة أوجه : النصب على أخرجناهم مثل ذلك الإخراج الذي وصفناه، والجر على أنه وصف لمقام كريم، أي مقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم، والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي الأمر كذلك.
أما قوله :﴿فَأَتْبَعُوهُم﴾ أي فلحقوهم، وقرىء ( فاتبعوهم ) ﴿مُشْرِقِينَ﴾ داخلين في وقت الشروق من أشرقت الشمس شروقاً إذا طلعت. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٤ صـ ١١٨ ـ ١١٩﴾


الصفحة التالية
Icon