قال : فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها ؛ لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل.
فلما ألقى البطاقة في النيل.
أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله في ليلة واحدة ستة عشر ذراعاً، وقطع الله تلك السيرة عن أهل مصر من تلك السنة.
قال كعب الأحبار : أربعة أنهار من الجنة وضعها الله في الدنيا سَيْحان وجَيْحان والنيل والفرات.
فسيحان نهر الماء في الجنة، وجيحان نهر اللبن في الجنة، والنيل نهر العسل في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة.
وقال ابن لَهيعَة : الدجلة نهر اللبن في الجنة.
قلت : الذي في "الصحيح" من هذا حديث أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ :" سَيْحانُ وَجَيْحَانُ وَالنِّيلُ وَالْفُراتُ كُلٌّ من أنهار الجنة " لفظ مسلم.
وفي حديث الإسراء من حديث أنس بن مالك عن مالك بن صَعْصَعة رجل من قومه قال :" وحدّث نبيّ الله ﷺ أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار قال أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات "
لفظ مسلم.
وقال البخاريّ من طريق شَريك عن أنس " فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يَطَّرِدان فقال ما هذان النهران يا جبريل قال هذا النيل والفرات عنصرهما ثم مضى في السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من اللؤلؤ والزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر فقال ما هذا يا جبريل فقال هذا هو الكوثر الذي خبأ لك ربُّك " وذكر الحديث.
والجمهور على أن المراد بالعيون عيون الماء.
وقال سعيد بن جبير : المراد عيون الذهب.
وفي الدخان ﴿ كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ ﴾ [ الدخان : ٢٥ ٢٦ ].
قيل : إنهم كانوا يزرعون ما بين الجبلين من أوّل مصر إلى آخرها.
وليس في الدخان ﴿ وكنوز ﴾.
﴿ وكنوز ﴾ جمع كنز ؛ وقد مضى هذا في سورة "براءة".
والمراد بها هاهنا الخزائن.


الصفحة التالية
Icon