ولما كان هذا الجمع في غاية العظمة وعلو الرتبة، أشار إلى ذلك بأداة البعد فقال :﴿ثم﴾ أي هنالك، فإنها ظرف مكان للبعيد ﴿الآخرين﴾ أي فرعون وجنوده ﴿وأنجينا موسى ومن معه﴾ وهم الذين اتبعوه من قومه وغيرهم ﴿أجمعين﴾ أي لم نقدر على أحد منهم الهلاك.
ولما كان الإغراق بما به الإنجاء - مع كونه أمراً هائلاً - عجيباً وبعيداً عبر بأداة البعد فقال :﴿ثم أغرقنا﴾ أي إغراقاً هو على حسب عظمتنا ﴿الآخرين﴾ أي فرعون وقومه اجمعين، لم يفلت منهم أحد.