وحكى النقاش : أن موسى ضرب بعصاه البحر وقد مضى من النهار أربع ساعات، وكان يوم الاثنين عاشر المحرم وهو يوم عاشوراء، قال : والبحر هو نهر النيل ما بين إيلة ومصر وقطعوه في ساعتين، فصارت ست ساعات.
﴿ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ أي كالجبل العظيم، قاله امرؤ القيس
فبينا المرءُ في الأحياء طُوْدٌ... رماه الناس عن كَثَبٍ فمالا
وكان الأسباط لا يرى بعضهم بعضاً فقال كل سبط : قد هلك أصحابنا فدعا موسى ربه فجعل في كل حاجز مثل الكوى حتى رأى بعضهم بعضاً.
قوله تعالى :﴿ وَأَرْلَفْنَا ثَمَّ الأَخَرِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : قربنا إلى البحر فرعون وقومه، قاله ابن عباس : وقتادة، ومنه قول الشاعر :
وكل يوم مضى أو ليلة سلفت... فيه النفوس إلى الآجال تزدلف
الثاني : جمعنا فرعون وقومه في البحر، قاله أبو عبيدة، وحكي عن أُبي وابن عباس أنهما قرآ :﴿ وَأَزْلَقْنَا ﴾ بالقاف من زلق الأقدام، كأقدام فرعون أغرقهم الله تعالى في البحر حتى أزلقهم في طينه الذي في قعره. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon