ويحيى بن يعرم ﴿ يَسْمَعُونَكُمْ ﴾ بضم الياء وكسر الميم من أسمع والمفعول الثاني محذوف تقديره الجواب.
و﴿ إِذْ ﴾ ظرف لما مضى.
وجىء بالمضارع لاستحضار الحال الماضية وحكايتها.
وإما كون هل تخلص المضارع للاستقبال فلا يضر هنا لأن المعتبر زمان الحكم لا زمان التكلم وهو هنا كذلك لأن السماع بعد الدعاء، وقال أبو حيان : لا بد من التجوز في ﴿ إِذْ ﴾ بأن تجعل بمعنى إذا أو التجوز في المضارع بأن يجعل بمعنى الماضي.
واعتبار الاستحضار أبلغ في التبكيت.
وقرىء بإدغام ذال ﴿ إِذْ ﴾ في تاء ﴿ تَدْعُونَ ﴾ وذلك بقلبها تاء وإدغامها في التاء.
﴿ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ ﴾ بسبب عبادتكم لهم ﴿ أَوْ يَضُرُّونَ ﴾ أي يضرونكم بترككم لعبادتهم إذ لا بد للعبادة لا سيما عند كونها على ما وصفتم من المبالغة فيها من جلب نفع أو دفع ضر.
وترك المفعول للفاصلة.
ويدل عليه ما قبله، وقيل : المراد أو يضرون من أعرض عن عبادتهم كائناً من كان وهو خلاف الظاهر الذي يقتضيه العطف.
﴿ قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَا ءابَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾
أضربوا عن أن يكون لهم سمع أو نفع أو ضر اعترافاً بما لا سبيل لهم إلى إنكاره واضطروا إلى إظهار أن لا سند لهم سوى التقليد فكأنهم قالوا : لا يسمعون ولا ينفعوننا ولا يضرون وإنما وجدنا آباءنا يفعلون مثل فعلنا ويعبدونهم مثل عبادتنا فاقتدينا بهم.
وتقديم المفعول المطلق للفاصلة.
﴿ قَالَ أَفَرَءيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴾ أي أنظرتم فأبصرتم أو تأملتم فعلمتم أي شيء استدمتم على عبادته أو أي شيء تعبدونه.
﴿ أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ الأقدمون ﴾ والكلام إنكار وتوبيخ يتضمن بطلان آلهتهم وعبادتها وأن عبادتها ضلال قديم لا فائدة في قدمه إلا ظهور بطلانه كما يؤذن بهذا وصف آبائهم بالأقدمين. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon