﴿وَنَجّنِى﴾ ولولا أن المراد إنزال العقوبة لما كان لذكر النجاة بعده معنى، وقد تقدم القول في قصته مشروحاً في سورة الأعراف وسورة هود.
ثم قال تعالى :﴿فأنجيناه وَمَن مَّعَهُ فِى الفلك المشحون﴾ قال صاحب "الكشاف" : الفلك السفينة وجمعه فلك قال تعالى :﴿وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ﴾ [ فاطر : ١٢ ] فالواحد بوزن قفل والجمع بوزن أسد (١) والمشحون المملوء يقال شحنها عليهم خيلاً ورجالاً، فدل ذلك على أن الذين نجوا معه كان فيهم كثرة، وأن الفلك امتلأ بهم وبما صحبهم، وبين تعالى أنه بعد أن أنجاهم أغرق الباقين وأن إغراقه لهم كان كالمتأخر عن نجاتهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٤ صـ ١٣٣ ـ ١٣٤﴾

(١) عبارة المفسر توهم خلاف الصحيح. فإن كلمة (فلك) بضم فائها وإسكان عينها يقع على المفرد والجمع ويفرق بينهما بالقرائن فقوله تعالى : فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ المراد به الواحد لأن سفينة نوح كانت واحدة وقوله تعالى : مَواخِرَ أريد به سفن كثيرة.


الصفحة التالية
Icon