قال القاضي أبو محمد : ويظهر من الآية أن مراد ﴿ قوم نوح ﴾ بنسبة الرذيلة إلى المؤمنين تهجين أفعالهم لا النظر في صنائعهم، يدل على ذلك قول نوح ﴿ ما علمي ﴾ الآية، لأن معنى كلامه ليس في نظري وعلمي بأعمالهم ومعتقداتهم فائدة إنما أقنع بظاهرهم وأجتزىء به، ثم حسابهم على الله تعالى، وهذا نحو قول رسول الله ﷺ " أمرت أن أقاتل الناس " الحديث بجملته، وقرأ جمهور الناس " واتبعك " على الفعل الماضي، وقرأ ابن السميفع اليماني وسعيد بن أسعد الأنصاري " وأتباعك " على الجمع، ونسبها أبو الفتح إلى ابن مسعود والضحاك وطلحة، قال أبو عمرو وهي قراءة ابن عباس والأعمش وأبي حيوة، وقرأ عيسى بن عمر الهمذاني " لو يشعرون " بالياء من تحت، وإعراب قوله " وأتباعك " إما جملة في موضع الحال وإما عطف على الضمير المرفوع وحسن لك الفصل بقوله ﴿ لك ﴾، وقولهم ﴿ من المرجومين ﴾، يحتمل أن يريدوا بالحجارة، ويحتمل أن يريدوا بالقول والشتم ونحوه، وهو شبيه برجم الحجارة، وهو من الرجم بالغيب والظن ونحو ذلك، وقوله ﴿ افتح ﴾ معناه احكم، والفتاح القاضي بلغة يمنية، و﴿ الفلك ﴾ السفينة وجمعها فلك أيضاً، وقد تقدم بسط القول في هذا الجمع في سورة الأعراف، و﴿ المشحون ﴾ معناه المملوء بما ينبغي له من قدر ما يحمل، وباقي الآية بين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon