وقال ابن عطية :
﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) ﴾
﴿ عاد ﴾ قبيلة، وانصرف للخفية، وقيل هو اسم أبيهم وخاطبهم ﴿ هود ﴾ عليه السلام بمثل مخاطبة سائر الرسل، ثم كلمهم فيما انفردوا به من الأفعال التي اقتضتها أحوالهم فقال ﴿ أتبنون ﴾ على جهة التوبيخ، " والريع " المرتفع من الأرض، ومنه قول المسيب ابن عباس يصف ظعناً :[ الكامل ]
في الآل يخفضها ويرفعها... ريع يلوح كأنَّه سحل
والسحل الثوب الأبيض ومنه قول ذي الرمة :[ الطويل ]
طراق الخوافي مشرق فوق ريعة... ندى ليله في ريشه يترقرق
ومنه قول الأعشى :[ المتقارب ]
وبهماء قفر تجاوزتها... إذا خب في ريعها آلها
ويقال " رِيع " بكسر الراء ويقال " رَيع " بفتحها، وبها قرأ ابن أبي عبلة وعبر بعض المفسرين عن الريع بالطريق وبعضهم بالفج وبعضهم بالثنية الصغيرة.
قال القاضي أبو محمد : وجملة ذلك أنه المكان المشرف وهو الذي يتنافس البشر في مبانيه، و" الآية "، البنيان، قال ابن عباس آية علم، قال مجاهد أبراج الحمام، قال النقاش وغيره القصور الطوال، و" المصانع " جمع مصنع وهو ما صنع وأتقن في بنائه من قصر مشيد ونحوه، قال قتادة هي ما خد للماء، وقوله ﴿ لعلكم تخلدون ﴾ إما أن يريد على أملكم ورجائكم، وإما أن يريد الاستفهام على معنى التوبيخ والهزء بهم، وقرأ الجمهور " تَخلُدون " بفتح التاء وضم اللام، وقرأ قتادة " تُخلَدون " بضم التاء وفتح اللام يقال خلد الشيء وأخلده غيره وقرأ أبي وعلقمة " لعلكم تُخلَّدون " بضم التاء وفتح الخاء وفتح اللام وشدّها، وروي عن أبي، " كأنكم تخلدون " وروي عن ابن مسعود " كي تخلدون "، و" البطش " الأخذ بسرعة وقوة، و" الجبال " المتكبر، ومنه قولهم نخلة جبارة إذا كانت لا تدرك علواً.