ماءهم كله، وشربهم في اليوم الذي لا تشرب هي والثاني : قوله :﴿وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوء﴾ أي بضرب أو عقر أو غيرهما ﴿فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ عظم اليوم لحلول العذاب فيه، ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب، لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد، ثم إن الله تعالى حكى عنهم أنهم عقروها.
روي أن ( مصدعاً ) ألجأها إلى مضيق ( في شعب ) فرماها بسهم ( فأصاب رجلها ) فسقطت، ثم ضربها قدار، فإن قيل لم أخذهم العذاب وقد ندموا جوابه من وجهين : الأول : أنه لم يكن ندمهم ندم التائبين، لكن ندم الخائفين من العذاب العاجل الثاني : أن الندم وإن كان ندم التائبين، ولكن كان ذلك في غير وقت التوبة، بل عند معاينة العذاب، وقال تعالى :
﴿وَلَيْسَتِ التوبة لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السيئات﴾ [ النساء : ١٨ ] الآية.
واللام في العذاب إشارة إلى عذاب يوم عظيم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٤ صـ ١٣٧ ـ ١٣٨﴾