وقال ابن الجوزى :
﴿ وما أهلكْنا مِنْ قرية ﴾
بالعذاب في الدنيا ﴿ إِلا لها مُنْذِرونَ ﴾
يعني : رسُلاً تنذرهم العذابَ ﴿ ذِكْرى ﴾ أي : موعظة وتذكيراً.
قوله تعالى :﴿ وما تنزَّلَتْ به الشياطين ﴾ سبب نزولها أن قريشاً قالت : إِنما تجىء بالقرآن الشياطين فتُلقيه على [ لسان ] محمد، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل.
قوله تعالى :﴿ وما ينبغي لهم ﴾ أي : أن ينزلوا بالقرآن، ﴿ وما يستطيعون ﴾ أن يأتوا به من السماء، لأنهم قد حِيل بينهم وبين السَّمع بالملائكة والشُّهُب.
﴿ إِنَّهم عن السَّمْع ﴾ أي : عن الاستماع للوحي من السماء ﴿ لمعزولون ﴾ فكيف ينزلون به؟! وقال عطاء : عن سماع القرآن لمحجوبون، لأنهم يُرْجَمون بالنجوم.
قوله تعالى :﴿ فلا تدعُ مع الله إِلهاً آخر ﴾ قال ابن عباس : يحذِّر به غيره، يقول : أنت أكرمُ الخَلْق عليَّ، ولو اتَّخذتَ من دوني إِلهاً لعذَّبتُك.
قوله تعالى :﴿ وأَنْذِر عشيرتك الأقربين ﴾ روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال :" قام رسول الله ﷺ حين أنزل الله ﴿ وأنذر عشيرتك الاقربين ﴾ فقال :"يا مَعْشَر قريش : اشْتَرُوا أنفُسَكم من الله، لا أُغْني عنكم من الله شيئاً، يا بَني عَبْدِ مَنافٍ لا أُغْني عنكم من الله شيئاً، يا عبّاسُ بنَ عبد المُطَّلِب لا أُغْني عنكَ من الله شيئاً، يا صفيةُ عَمَّةَ رسولِ الله لا أُغْني عنكِ من الله شيئاً، يا فاطمةُ بنتَ محمد سَلِيني ما شئتِ ما أُغْني عنكِ من الله شيئاً" " وفي بعض الألفاظ :" سَلُوني مِنْ مالي ما شئتم " وفي لفظ :" غير أنَّ لكم رَحِماً سأبُلُّها بِبلالها " ومعنى قوله :﴿ عشيرتَكَ الأقربِين ﴾ : رهطك الأدنَيْن.
﴿ فإن عَصَوْك ﴾ يعني : العشيرة ﴿ فقُلْ إِنِّي بَريء مِمّا تَعْمَلون ﴾ من الكُفْر. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٦ صـ ﴾