﴿وَذَكَرُوا اللَّهَ﴾ ذكراً ﴿كَثِيرًا﴾ بأن كان أكثر أشعارهم في التوحيد والثناء على الله والحث على طاعته والحكمة والموعظة والزهد في الدنيا والترغيب في الآخرة أو بأن لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله ولم يجعلوه همهم وعادتهم.
قال أبو يزيد قدس سره : الذكر الكثير ليس بالعدد لكنه بالحضور.
﴿وَانتَصَرُوا﴾
﴿مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾ بالهجو لأن الكفار بدؤوهم بالهجاء يعني لو وقع منهم في بعض الأوقات هجو وقع بطريق الانتصار ممن هجاهم من المشركين كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وغيرهم فإنهم كانوا يذبون عن عرض النبي عليه السلام، وكان عليه السلام يضع لحسان منبراً في المسجد فيقوم عليه يهجو من كان يهجو رسول الله.
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه عليه السلام قال :"اهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل" وفي الحديث :"جاهدوا المشركون بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" أي أسمعوهم ما يكرهونه ويشق عليهم سماعه من هجو وكلام غليظ ونحو ذلك.


الصفحة التالية
Icon